في انتظار زيارته القادمة

موضوع: في انتظار زيارته القادمة 2008-03-14, 16:36

انطلقت الزغاريد لتحتوي المكان كله وترتفع أصوات الموسيقي وتتناثر قبلات التهاني.. وهي كالتائهة..تستقر عيناها على وحيدها وهو يزف مع عروسته بأكاليل الورد والزهر.. تعلو أصوات الموسيقى ومعها تعلو دقات قلبها.. هاهو قد ارتدى جلبابه الأبيض الأنيق..وعروسه تتعلق بذراعه..وتجر ذيل فستانها ..أما هي فبداخلها تتطاير مختلف الأحاسيس

لأول مرة لن يعود معها إلى البيت..لن تجهز له عشاءه..لن يتبادلا أحاديث وأحداث يومه..لن ينام هذا المساء في غرفته..لن يقبلها ويقول لها صباح الخير أمي.. المسكينة تتأرجح بين الفرح وبين شيء غامض يعتريها

وحيدها الذي لم ينفصل عنها منذ كان جنينا في أحشائها..تغذيه من دمها..وحيدها الذي حنا عليه قلبها قبل أن تراه عيناها..وحيدها الذي علمها أن تحب كل طفل تراه..بل وعلم قلبها أن يتسع لكل أطفال الدنيا

هو من جعل عيناها تتحول عن محلات ملابس النساء إلى محلات اللعب وملابس الأطفال وكتيباتهم.. هو من جعل من متعتها تتحول إلى أشياء أخرى لم تكن لتعرفها..يوم ذهب إلى حضانة الاطفال..يوم تعلم كيف يمسك القلم..كيف ينمو عقله الصغير بشتى أنواع المعرفة..كيف بدأ يلهو بالطائرات الورقية وبالبالونات الملونة..ثم بدراجته الصغيرة حتى أصبح يقود سيارته ويصحبها معه..كيف كانت تتبع خطاه متعايشة معه في كل مرحلة من مراحل دراسته حتى الجامعة..تقابل مدرسيه وأساتذته وتمتلئ فخرا وهي ترى الحب يتناثر حوله..كيف كان الهلع يعصف بقلبها حينما يراوده مرض أو ألم..وكيف كان القلق يحتويها حينما كانت تجده مهموما وهو يتفتح على مشكلات الحياة..وتنير الدنيا كلها امامها حينما يبتسم ويضحك ..هاهو صغيرها الآن..يزف مع عروسه..يجلسان بين باقات الزهور والورد..وتحنو عليه هي بكل كيانها وعيناها متسمرتان عليه تحتضنانه..وتقبله مع عروسه ..وتستقبل التهاني والسعادة تغمرها ولكن شيء آخر غامض معها..

هدأ كل شيء وسكنت الأصوات..والكل غادر المكان..أوصلت وحيدها إلى بيته الجديد..وعادت هي وزوجها فقط..عادا ..كل منهما يلتصق بالآخر..ويدعو الله أن يحقق لهما السعادة..وقبل أن تنام تذهب إلى حجرته وترتب سريره في انتظار زيارته القادمة..وهي تقاوم أحاسيس الحنين إليه..

سلمت اناملك اختي نوميديا ...
على هذه القصة القصيرة المتألقة دات معان كبيرة ,..
وعلى هذه اللمسة الإيمانية المترقرقة ..
صراحة ..
أكاد بل أجزم بأنها قد وقعت في أرض الصواب ..
فما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة ..
أن نقرأ مثل تلك الكلمات ..
لا لشيء .. إنما كي نزداد ثقة بالله وايمانا في برالوالدين..
لكن الفراق , حتمية تاريخية فالانسان عند زواجه يحتم عليه التاريخ ان يفارق والديه وبالخصوص امه ,, وايضا حتى الزوجة تحتم عليه ,, لانها ترفض العيش مع حماتها,,, فلا يجد سوى الفراق ,,, وما اصعب هدا الاخير ,,, خصوصا فراق الام ,,

شكرا مرة اخرى ,,

وتحياتي